أدخل كلمة للبحث






Div By Tools4b


الجمعة، 8 ديسمبر 2017

شبهة: خلق الله آدم على صورته

نشرت من طرف : alkachif  |  في  ديسمبر 08, 2017

نص الشبهة:

قال علي الكوراني:

1 ـ ينفي ابن عثيمين أن يكون الله تعالى جسماً من نوع أجسامنا مركباً من لحم وعظم، والى هنا يمكن أن يقال إن قصده أن الله تعالى شيء لا كالأشياء، وهذا يطابق قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). لكن لابد أن نضيف الى صفة الجسمية التي أطلقها على الله تعالى، أنه يصحح أن آدم على صورة الله تعالى

نص الجواب:

قال أبو بكر المغربي:


أولا: عقيدة أهل السنة والجماعة ابتداء أن الله سبحانه وتعالى لا يشابه المخلوق في الكيفيات فلا ذاته العلية تُشبه ذوات خلقه ولا صفاته الكريمة تُشبه صفات خلقه ولا ينفون عنه أن يشابه خلقه في اللفظ ومدلوله، وهذا قرره الله لعباده في كتابه حيث قال: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فنفى الله I في الشطر الأول من الآية أن يُماثله شيء، فيشمل النفيُ المماثلةَ في اللفظ ومدلوله وكيفية المدلول، إلا أن الشطر الثاني من الآية قيد لنا المطلق ذاك فقال: (وهو السميع البصير) وقد وصف خلقه أيضا بأنه سميع بصير فقال في سورة الإنسان: (فجعلناه سميعا بصيرا) فهنا ماثل الله خلقه في اللفظ فنأخذ من هذا أن النفي لا يشمل الإشتراك في اللفظ، وأيضا في المعنى فمعنى سميع أنه يدرك المسموعات والبصير يدرك المبصَرات وهذا مأخوذ من لفظَي سميع وبصير المضافين لله والمخلوق فلم يبق إلا الكيفية أي كيفية السمع والبصر فيكون معنى الآية لا يُماثله شيء في كيفية صفاته.

ثانيا: حديث خلق آدم على صورته، فمن جهة معناه فالإمام ابن العثيمين لا يَقطع أن يكون الضمير عائدا على الله I وأيضا لا يُحيل ذلك فقوله وقول علماء السنة في الحديث هو:

1:/ أن الضمير يعود على آدم أي خلق الله آدم على الصورة التي خُلق عليها بمعنى خلقه كبيرا ولم يمر على مراحل النمو التي يمر عليها سائر بنيه.

2:/ أن الضمير يعود على الله I وأن معنى الصورة هي خلق من خلق الله تعالى أضافه إلى نفسه إضافة تشريف كقوله I ونفخت فيه من روحي فالروح مخلوق أضافه إليه إضافة تشريف.

3:/ أن الضمير يعود على الله تعالى وأن المراد بالصورة صورة الله I وأن آدم خلقه الله تعالى وفيه الصفات التي يتصف بها الله U من سمع وبصر وعلم وحياة ووجه ويدين وغير ذلك من الصفات من غير المماثلة في الكيفية فلآدم سمع كما لله سمع وسمع الله يُدرك كل الأصوات في وقت واحد مع اختلاف الألسن ويسمع ذبيب النمل تحت الصخور بينما آدم لا يُمكن أن يدرك صوت متكِلّمَين في آن واحد ولا يسمع ذبيب النملة ولو وضعها داخل أذنيه وهكذا في البصر وجميع الصفات الخبرية الذاتية والفعليه والمعنوية،

ثالثا: قوله إنه يلزم من إثبات الصفات الخبرية لله تعالى كاليدين والأصابع والوجه وغيرها أن يكون الله تعالى ماديا، فما مقصوده بالمادي؟؟ هل يقصد به ما يقابل المعنوي فيكون الله تعالى عنده والعياذ بالله معنويا بلا ذات ولا صفات؟؟ إنْ كان كذلك فهذا هو عين الإلحاد وإكاف الزندقة،  وإن كان له معنىً آخر للمادي فليصرح للمسلمين به، فنحن لا نُطلق هذا اللفظ على الباري سبحانه ولكن نقول إن الله تعالى قائم بنفسه وهذا ينافي أن يكون معنويا فالمعنوي غير قائم بنفسه فضلا أن يكون مقيما لغيره. ونقول أيضا إن كان يلزم من إثبات هذه الصفات لله تعالى أنه مادي على المعنى الذي يريده مسيلمة فإنه يلزم منه أيضا وصفه بالقوة والعلم والقدرة أن يكون كذلك لأن هذه الصفات لا تُعقل إلا في الأجسام والماديات ويلزم أيضا من تسمية الله I بأسمائه أن يكون ماديا على قول مسيلمة كوران لأنه لا يُعقل شيء يسمى إلا وهو إما جسم أو عرض قائم بجسم، فإن لم يلزم في هذا فلا يلزم في ذاك.

رابعا: إن مسيلمة جاهل حتى بما في كتبه، فحديث خلق الله I لآدم على صورته منقول عندهم بطرق عدة وشراحهم له يوافقون شرح ابن العثيمين، وسنقتصر على كلام الخميني كنموذج، حيث يقول في شرح "الأربعون حديثا" للحديث الثامن والثلاثين ص700-703:

(إن صدر هذا الحديث من الأحاديث المشتهرة في أيام الأئمة إلى يومنا هذا، وإن الفريقين السنة والشيعة يستشهدون به في كتبهما، وقد أيد الإمام الباقر u صدور هذا الحديث وصدقه وتولى بيان المقصد منه،
وهناك حديث آخر رواه الصادق في عيون أخبار الرضا u بسنده إلى ثامن الحجج u {عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله (ص) ان الناس يروون: ان رسول الله (ص) قال: ان الله عز وجل خلق آدم صورته فقال: قاتلهم الله لقد حذفوا اول الحديث: ان رسول الله (ص) مر برجلين يتسابان فسمع احدهما يقول لصاحبه قبح الله وجهك ووجه من يشبهك فقال (ص) له: يا عبد الله لا تقل هذا لاخيك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته}.
ولأجل هذا قال المجلسي (أو لم يتعرض لنفيه تقية) واحتمل أيضا أن الإمام u (أجاب على تقدير تسليم الخبر) ولكن هذا الإحتمال بعيد جدا.
ويحتمل أن يكون الحديث المروي عن الإمام الرضا u قد أُرجع إلى الحديث الأول ويكون المقصود من "آدم" في نهاية الخبر {إن الله خلق آدم على صورته}، هو نوع الإنسان، ويعود الضمير في قوله "على صورته" إلى الحق المتعالي ولما علم الإمام الرضا u بأن الراوي ليس في مستوى الإستيعاب والفهم لمدلول الحديث الشريف اقتصر صلوات الله عليه على ذكر صدر الحديث، حتى يتخيل الراوي بأن المقصود من آدم، هو أبو البشر، وأن ضمير على صورته يرجع إليه. تأمل.
ولعل الحديثين قد صدرا عن رسول r كما في حديث الإمام الرضا u ولكن رسول الله r قد حدث تارة من دون ذكر صدر الحديث، وهو ما رواه الإمام الباقر u بصورة مختصرة. وحدث u مرة أخرى مع تلك البداية وذلك المدخل، حيث أن الإمام الرضا u قد عرف بأن الراوي لا يستوعب معنى الحديث أشار u إلى الحديث المبدوء بذلك المدخل، والشاهد عليه أن بعض الروايات تشتمل على جملة "صورة الرحمن" بدلا عن "صورته" وهذا لا ينسجم مع الحديث المروي في كتاب "عيون الرضا" الظاهر أن رسول الله r قد أتى على ذكر "على صورته" مع الضمير مرتين).

فلاحظ عزيزي القارئ ما قاله الخميني من تصريحات التي يسميها مسيلمة تجسيما، وانظر إلى قوله إن المعصوم نفى مضمون الحديث في جوابه للسائل تقية ولعلمه بأن السائل غبي لا يستوعب هذه الأمور فخشي عليه من التشبيه أو التكذيب، وفي وصف صريح صحيح من الخميني في أن الكوراني غبي، لأنه لم يستوعبه، وتصريح الخميني بالرواية الأخرى وفيها "خلق آدم على صورة الرحمن".

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

عن صاحب المدونة

أبوبكر هشام المغربي مدرس العلوم الشرعية
في مدارس العتيق بالمغرب ومدرس حر في
غير المدارس، وباحث في العقائد المخالفة للسنة

عن المدونة

بسم الله الرحمن الرحيم:
مدونة كشف الشبهات غايتها رد شبهات المخالفين لعقيدة أهل السنة بردود سنية
مع بيان معتقد أهل السنة والجماعة

Blog Archive

back to top