أدخل كلمة للبحث






Div By Tools4b


الأحد، 10 ديسمبر 2017

شبهة: لا تدركه الأبصار

نشرت من طرف : alkachif  |  في  ديسمبر 10, 2017

نص الشبهة:
قال الشيعي:

 إن كنتم تحرمون تأويل الآيات المتشابهات فلماذا تؤولون الآيات المحكمات مثل (لا تُدركه الأبصار).

نص الجواب:
قال أبوبكر المغربي:


أولا: نحن لم نؤولها بل عملنا بما تدل عليه ظاهرا وهو أن الله سبحانه وتعالى لا تُحيط به الأبصار، لكن مجوس الشيعة يؤولونها لتدل على نفي الرؤية وأجمع العرب أن الرؤية غير الإدراك ويُمكن للعين أن ترى ما لا تُدركه كرؤيتها للسماء من دون الإحاطة بها، 

ثانيا: ما ذكره ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: 
(فالاستدلال بها على الرؤية من وجه حسن لطيف، وهو: أن الله I إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالصفات الثبوتية، وأما العدم المحض فليس بكمال فلا يمدح به، وإنما يمدح الرب تعالى بالنفي إذا تضمن أمرا وجوديا، كمدحه بنفي السنة والنوم، المتضمن كمال القيومية، ونفي الموت المتضمن كمال الحياة، ونفي اللغوب والإعياء، المتضمن كمال القدرة، ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير، المتضمن كمال الربوبية والألوهية وقهره، ونفي الأكل والشرب المتضمن كمال صمديته وغناه، ونفي الشفاعة عنده إلا بإذنه المتضمن كمال توحده وغناه عن خلقه، ونفي الظلم، المتضمن كمال عدله وعلمه وغناه، ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه، المتضمن كمال علمه وإحاطته، ونفي المثل، المتضمن لكمال ذاته وصفاته، ولهذا لم يتمدح بعدم محض لم يتضمن أمرا ثبوتيا، فإن المعدم يشارك الموصوف في ذلك العدم، ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو والمعدوم فيه)،

ثالثا: لو قلنا: الإدراك بمعنى الرؤية وخالفنا العرب والعربية فهل نقول: 
لن تُدركني أي لن تراني؟! 
وأدرك فلانا إنه يغرق أي انظر إليه يغرق؟!
 وأدركت الأمر أي رأيته؟؟!
وقولنا رأيته ولم أدركه أي رأيته ولم أره؟!.

رابعا: لو سلمنا أن الإدراك بمعنى الرؤية فليس في الآية دليل أن المؤمنين لا يرون ربهم فإن النفي إذا وجِّه إلى الشمول، فهم منه مخالفةُ البعض، ولم يُفدِ النفي عن كلِّ فرد، كما إذا قلت: "ما جاء القوم". ليس فيه نفي مجيء البعض، بل إذا قلت: ما جاء عشرة رجال، لم يكن فيه نفي مجيء التِّسعة. فقوله تعالى (لا تُدركه الأبصار)، لو سلمنا معناها لا تراه الأبصار فليس فيه دليل أن النفي إنما هو عن أبصار الكفار دون المؤمنين، هذا لو لم يَرِدْ لهذا العموم مخصِّصٌ من الكتاب والسنة، فأمَّا بعد قولِه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وتواترُ الأحاديث في ذلك -كما سيأتي- فلا شك في أنها أبين مِنْ هذه الآية، وأخصُّ على جميع القواعد،
ولذلك أجمعنا على ثبوت الشفاعة الخاصة بالمومنين في الآخرة مع قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}، فهنا نفى الله سبحانه وتعالى الشفاعة ولم يقل أهل السنة ولا الشيعة إن نفي الشفاعة هنا عام يشمل شفاعة المؤمنين والكفار، وإنما قالوا إن هذا النفي عن الكفار دون المؤمنين وما ذلك إلاَّ لتقديم الخاص الدال على ثبوت الشفاعة للمؤمنين على العامِّ في مثل هذا. والخصوم لا يُخالفون في مثل هذا من هذه الجهة،

خامسا: لو سلمنا أن الإدراك بمعنى الرؤية فالآية مقيدة بالدنيا لا بالآخرة فيصح الإستدلال بها في الرد على من قال إن الله تعالى يُرى في الدنيا، أما في الآخرة فقد ثبتت نصوص كثيرة تدل على أنه يُرى سبحانه وتعالى.

وهناك ردود أخرى كثيرة تركتها خشية الإطالة ودليل واحد مما ذكرناه كاف لذي بصيرة.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

عن صاحب المدونة

أبوبكر هشام المغربي مدرس العلوم الشرعية
في مدارس العتيق بالمغرب ومدرس حر في
غير المدارس، وباحث في العقائد المخالفة للسنة

عن المدونة

بسم الله الرحمن الرحيم:
مدونة كشف الشبهات غايتها رد شبهات المخالفين لعقيدة أهل السنة بردود سنية
مع بيان معتقد أهل السنة والجماعة

Blog Archive

back to top