أدخل كلمة للبحث






Div By Tools4b


السبت، 16 ديسمبر 2017

شبهة: ابن تيمية وحدة من أنكر زيارة قبر النبي

نشرت من طرف : alkachif  |  في  ديسمبر 16, 2017

نص الشبهة:

قال الشيعي:

أجمع المسلمون في كل مكان وزمان على استحباب زيارة قبر النبي إلا ابن تيمية هوالذي شذ وقال لا يُستحب زيارة قبر النبي

والذهبي قد رد على ابن تيمية فقال: (فَمَنْ وَقَفَ عِنْدَ الحُجْرَةِ المُقَدَّسَةِ ذَلِيْلاً، مُسْلِماً، مُصَلِيّاً عَلَى نَبِيِّهِ، فَيَا طُوْبَى لَهُ، فَقَدْ أَحْسَنَ الزِّيَارَةَ، وَأَجْمَلَ فِي التَّذَلُّلِ وَالحُبِّ، وَقَدْ أَتَى بِعِبَادَةٍ زَائِدَةٍ عَلَى مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ فِي أَرْضِهِ، أَوْ فِي صَلاَتِهِ، إِذِ الزَّائِرُ لَهُ أَجْرُ الزِّيَارَةِ، وَأَجْرُ الصَّلاَةِ عَلَيْهِ، وَالمُصَلِّي عَلَيْهِ فِي سَائِرِ البِلاَدِ لَهُ أَجْرُ الصَّلاَةِ فَقَطْ، فَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْراً، وَلَكِنْ مَنْ زَارَهُ r وَأَسَاءَ أَدَبَ الزِّيَارَةِ، أَوْ سَجَدَ لِلْقَبْرِ، أَوْ فَعَلَ مَا لاَ يُشْرَعُ، فَهَذَا فَعَلَ حَسَناً وَسَيِّئاً، فَيُعَلَّمُ بِرفْقٍ، وَاللهُ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ.
فَوَاللهِ مَا يَحْصَلُ الانْزِعَاجُ لِمُسْلِمٍ، وَالصِّيَاحُ وَتَقْبِيْلُ الجُدْرَانِ، وَكَثْرَةِ البُكَاءِ، إِلاَّ وَهُوَ مُحِبٌّ للهِ وَلِرَسُوْلِهِ، فَحُبُّهُ المِعْيَارُ وَالفَارِقُ بَيْنَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، فَزِيَارَةُ قَبْرِهِ مِنْ أَفَضْلِ القُرَبِ، وَشَدُّ الرِّحَالِ إِلَى قُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ، لَئِنْ سَلَّمْنَا أَنَّهُ غَيْرُ مَأْذُوْنٍ فِيْهِ لِعُمُوْمِ قَوْلِهِ - صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ -: (لاَ تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ).
فَشَدُّ الرِّحَالِ إِلَى نَبِيِّنَا r مُسْتَلْزِمٌ لِشَدِّ الرَّحْلِ إِلَى مَسْجِدِهِ، وَذَلِكَ مَشْرُوْعٌ بِلاَ نِزَاعٍ، إِذْ لاَ وُصُوْلَ إِلَى حُجْرَتِهِ إِلاَّ بَعْدَ الدُّخُوْلِ إِلَى مَسْجِدِهِ، فَلْيَبْدَأْ بِتَحِيَّةِ المَسْجِدِ، ثُمَّ بِتَحِيَّةِ صَاحِبِ المَسْجِدِ - رَزَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ ذَلِكَ آمِيْنَ).

نص الجواب:

قال أبوبكر المغربي:

أما شيخ الإسلام ابن تيمية فهو كغيره يستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لمن زار المدينة وصلى في مسجد النبي وهذا كلامه رحمه الله في رسالته "قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق":

(والعلماء المصنّفون في المناسك يذكرون السفر إلى مسجده، والصلاة فيه، ويذكرون مع ذلك زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم (والسلام عليه)، على الوجه المشروع، ومنهم من يقول أشياء باجتهاده، أو لما ظنّه صحيحًا من الأحاديث، والحكايات، وإن كان ذلك لا أصل له، لكن جميع العلماء متفقون على أنه يستحب لمن أتى المدينة أن يصلي في مسجده، ويسلّم عليه).
فهذا ما يقوله شيخ الإسلام وجميع أهل السنة، إلا أنه لا يجوز أن يكون ابتداء شد الرحال قصد زيارة قبره أو أي شيء آخر لأنه لا يجوز شد الرحال من أجل عبادة إلا الصلاة في مسجدَي الحرام والمسجدِ الأقصى فهذا جائز وشد الرحال من أجل عبادة غير هذه في أماكن غير هذه لا يجوز، ومنهي عنه، أما من أجل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ففيه خلاف بين أهل العلم أهو مباح أو منهي عنه ولم يقل أحد من المتقدمين إنه مستحب وإنما منهم من يعده من المباحات ويستثنيه من عموم النهي عن شد الرحال دون غيره ومنهم من لا يستثنيه،
وهذا إن كان ابتداء شد الرحال كما قلنا من أجل ذلك.

قال شيخ الإسلام في كتابه "الإخنائية" الذي يرد فيه على الأخنائي قاضي المالكية:

(ولكن أطلق كثير منهم القول باستحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى بعضهم الإجماع على ذلك. وهذا مما لم يذكر فيه المجيب نزاعا في الجواب، فإنه من المعلوم أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يستحبّ السّفر إليه بالنص والإجماع، فالمسافر إلى قبره لا بدّ إن كان عالما بالشريعة أن يقصد السفر إلى مسجده، ولا يدخل ذلك في جواب المسألة، فإن الجواب إنما كان عمّن سافر لمجرد زيارة قبورهم، والعالم بالشريعة لا يقع في هذا؛ فإنه يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد استحب السفر إلى مسجده والصلاة فيه، وهو يسافر إلى مسجده، فكيف لا يقصد السفر إليه؟
وكل من علم ما يفعله باختياره فلا بدّ أن يقصده. وإنما ينتفي القصد مع الجهل؛ إما مع الجهل بأن السفر إلى مسجده مستحبّ لكونه مسجده، لا لأجل القبر، وإما مع الجهل بأن المسافر إنما يصل إلى مسجده. فأما مع العلم بالأمرين فلا بدّ أن يقصد السفر إلى مسجده، ولهذا كان لزيارة قبره حكم ليس لسائر القبور، من وجوه متعددة كما قد بسط في مواضع.). انتهى

وقال في موضع آخر من الكتاب:

(كالسفر إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، إذا سافر السَّفرَ المشروع فسافر إلى مسجده وصلّى فيه، وصلّى عليه، وسلّم عليه، ودعا وأثنى كما يحبه الله ورسوله؛ فهذا سفر مشروع مستحب باتفاق المسلمين، وليس فيه نزاع) .

فنقول للشيعي: في أي كتاب منع شيخ الإسلام زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا كما زعمت؟؟
ونقول له أيضا: إن هذا الذي ذكره شيخ الإسلام ذكره الأئمة الأربعة وعلى رأسهم الإمام مالك في العتبية وفقهاء المذاهب كلهم صرحوا بأنه لا يُستحب قصد السفر من أجل زيارة أي قبر وإنما اختلفوا هل فعل ذلك مباح أو منهي عنه فيما يتعلق بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فكيف تفتري وتقول لم يسبقه أحد وأن جميع المسلمين خالفوه؟؟.

أما ما نقله عن الذهبي رحمه الله فالجواب من وجوه:

أولا: كذب في قوله إنه رد على ابن تيمية فكلامه كله لا يدل على ذلك وسياق الكلام واضح والقول بأنه قصد بذلك الرد عليه دخول في النوايا ولا يُعذر الشيعي أنْ كان هناك من فهم من الذهبي هذا الإستطراد لأن الكلام واضح وعليه أن يطلع عليه لا أن يُقلِّد دون اطلاع ويكون بحثه مبنيا على الطعن المجرد المعمي للبصيرة.

ثانيا : في أي جزء من الكلام هو رد على ابن تيمية؟! وكلامه مطابق لكلام شيخ الإسلام في أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت داخلة في عموم النهي عن شد الرحال فقبر النبي صلى الله عليه وسلم مستثنى لأن الزائر سيزور المسجد، ثم انظر كيف أمر الإمام الذهبي بتحية المسجد قبل السلام إشارة على أن القصد من الزيارة هو المسجد وبهذا أيضا استدل ابن تيمية رحمه الله في رده على الأخنائي.

ثالثا : سلمنا أن الذهبي رد على ابن تيمية، وماذا في ذلك؟! ما بال الشيعة يستعظمون الرد على العالم؟! أيظن الشيعي أننا مثلهم حيث ياتي عالمهم بالكفريات والزندقة ولا تُحرَّك البنان في الرد عليه؟! إنّا إذا أخطأ العالم في جزئية فرع الفرع رددنا عليه بالأدلة، فلا الراد عندنا أفضل من المردود عليه ولا قوله ألزم عندنا، وإنما نأخذ ما وافق الدليل.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

عن صاحب المدونة

أبوبكر هشام المغربي مدرس العلوم الشرعية
في مدارس العتيق بالمغرب ومدرس حر في
غير المدارس، وباحث في العقائد المخالفة للسنة

عن المدونة

بسم الله الرحمن الرحيم:
مدونة كشف الشبهات غايتها رد شبهات المخالفين لعقيدة أهل السنة بردود سنية
مع بيان معتقد أهل السنة والجماعة

Blog Archive

back to top