أدخل كلمة للبحث






Div By Tools4b


الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

شبهة: من كنت مولاه فعلي مولاه

نشرت من طرف : alkachif  |  في  ديسمبر 13, 2017

نص الشبهة:

قال الشيعي:

تأويل السنة لحديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" دليل على أنهم لا يحبون "آل البيت"

نص الجواب:

قال أبوبكر المغربي:

أولا: مقصود الشيعي بقوله لا نحب آل البيت أي لا نعبدهم ولا نغلوا فيهم ولا نعتقد فيهم الخرافات وإنما نكتفي بقولنا هم عباد من عباد الله عز وجل ومن أعظم أولياء الله، أكرمهم الله تعالى بحسن الإيمان في الدنيا، كما نقطع أن عليا وزوجه وابنيه في الجنة يتنعمون، فهم أحسن منا إيمانا وأقرب منا إلى الله وأن الله سبحانه وتعالى يحبهم، فهذا كله عند الشيعة دليل على بغضنا لهم، وحتى نحبهم لابد أن نقول كما قال علي الكوراني لعنه الله: (يا الله من دون يا علي شرك، والتوحيد هو يا الله و يا علي)

ثانيا: حديث من كنت مولاه فعلي مولاه الذي زعم الشيعي أنَّا نؤوله ونتكلف ذلك لنسلب عليا هذه الفضيلة،  فهو:
أولا: الحديث منورق في صحاحنا ويحفظه الطلاب والشيوخ والكبار والصغار ويعتقد الجميع بفضله، وابن جرير الذي هو من أئمة أهل السنة صنَّف "جزءاً" في طرق حديث: "من كُنْتُ مولاه، فعليٌّ مولاه"، وصنف الذهبي جزءاً في طرقه وحكم بتواتره. وقد اشتمل "مسند الإمام أحمد بن حنبل" مِن مناقب العِتْرَة على ما لا يرويه رافضي في الاعتقاد والانتقاد.

ثانيا: أهل السنة كلهم عملوا بظاهره ولكن المؤولين له هم الرافضة حيث أولوه إلى ما لا يحتمله لا لغة ولا شرعا تعسفا ليوافقوا بذلك ما جاء به ابن سبإ

ثالثا: معنى الحديث: أن من كان محبا للنبي صلى الله عليه وسلم ناصرا له فيجب عليه محبة علي ونصرته وهذا الفضل لكل مسلم ومسلمة إلا أن النبي خص عليا بالذكر بيانا لفضله وزيادة في شرفه وشهادة على صحة إيمانه الباطني وردا على من كان يُبغضه، وإلا فإنه يلزم من كل من اتخذ الرسول مولى له يحبه وينصره فعليه أن يتخذ أتباعه أولياء له يحبهم وينصرهم أما إن أبغضهم وعاداهم فقد تناقض وفي هذا يقول الله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) إلى غيرها من الآيات، فنحن نثبت بهذا الحديث فضيلة لعلي سامية وهي أن إيمانه الباطني كإيمانه الظاهر، أما الشيعة فيثبتون به ما لا يدل عليه الحديث وما لا يعترف به علي نفسه وما لا تعرفه العرب.

رابعا: لو أراد صلى الله عليه وسلم بذلك الإمارة والسلطان، لأفصح لهم به؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفصح الناس، ولقال لهم: يا أيها الناس هذا ولي أمركم، والقائم عليكم بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا.
وما كان من هذا شيء، فوالله لئن كان الله ورسوله اختارا عليا لهذا الأمر، والقيام به للمسلمين من بعده، ثم ترك علي أمر الله ورسوله أن يقوم به، أو يعذر فيه للمسلمين، إن كان أعظم الناس خطيئة لعلي إذ ترك أمر الله ورسوله، وحاشاه من ذلك"

خامسا: نقل الحافظ ابن عساكر 4/166 عن الحافظ البيهقي حديث فضيل بن مرزوق أن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب سئل فقيل له: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من كنت مولاه فعلي مولاه)؟ فقال: ((بلى: ولكن والله لم يعن رسول الله بذلك الإمارة والسلطان. ولو أراد ذلك لفصح لهم به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أنصح للمسلمين. ولو كان الأمر كما قيل لقال: يا أيها الناس هذا ولي أمركم والقائم عليكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا. والله لئن كان الله ورسوله اختار عليًّا لهذا الأمر وجعله القائم للمسلمين من بعده ثم ترك علي أمر الله ورسوله، لكان علي أول من ترك أمر الله ورسوله). ورواه البيهقي من طرق متعددة في بعضها زيادة وفي بعضها نقصان والمعنى واحد. فنحن نفهمه كما فهمه ابن علي رضي الله عنه وسبط الرسول صلى الله عليه وسلم

سادسا: إنكار أهل العربية قاطبة ثبوت ورود المولى بمعنى الأولى. بل قالوا لم يجئ قط "المَفْعَلُ" بمعنى "أَفْعَلُ" في موضع ومادة فضلا عن هذه المادة بالخصوص، إلا أن أبا زيد اللغوي جوز هذا متمسكا فيه بقول أبي عبيدة في تفسير {هي مولاكم} أولى بكم. لكن أهل العربية خطؤوه في هذا التجويز والتمسك قائلين بأن هذا القول لو صح لزم أن يقال مكان فلان أولى منك مولى منك، وهو باطل منكر بالإجماع.

سابعا: أن المولى لو كان بمعنى الأولى أيضا لا يلزم أن تكون صلته بالتصرف، إذ كيف تُقرَّرُ الصلة ومن أية لغة؟ إذ يحتمل أن يكون المراد: أولى بالتصرف، كما في قوله تعالى {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا} وظاهر أن أتباع إبراهيم لم يكونوا أولى بالتصرف في جنابه المعظم مع قوله تعالى إنهم أولى به، ولم يُفسر أحد أولى هنا بالتصرف، فكيف بمولى؟؟.

ثامنا: أن القرينة "البَعدية" تدل صراحة على أن المراد من الولاية المفهومة من لفظ «المولى» أو «الأولى» المحبة، وهي قوله «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، ولو كان المراد من المولى المتصرف في الأمور أو الأولى بالتصرف لقال: اللهم وال من كان في تصرفه وعاد من لم يكن كذلك، وذِكْر المحبة والعداوة دليل صريح على أن المقصود إيجاب محبته والتحذير من عداوته، لا التصرف وعدمه، مع التنبيه أن تلك الزيادة لا يصح منها طريق عند أهل السنة، لكن الرافضة يلتزمونها

تاسعا: لو سلمنا بأن المولى معناها الأمير والخليفة فسيكون عندنا خليفتان في وقت واحد، وهما الرسول وعلي لأن معنى الحديث عندها من كنت خليفة عليه فعلي أيضا خليفة عليه، والبيعة لا تكون قبل الخلافة بل الخلافة تترتب على البيعة، فمن بايعه المسلمون فقد صار خليفة، ووجود إمامين وخليفتين في وقت واحد لا يقول به الشيعة كلهم.

عاشرا: أيضا لو سلمنا أن المولى معناها السيد والحاكم فليس المراد بالحديث عمومه وإنما هو مقيد بسببه فقد  جاء بسبب نزاع زيد بن حارثة عبد النبي صلى الله عليه وسلم مع علي حين قال له: أتنازعني وأنا مولاك. فشكى زيد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي: «من كنت مولاه فعلي مولاه». فيكون الحديث خاصا بمن كان مملوكا للنبي صلى الله عليه وسلم فعلي رضي الله عنه أيضا سيده.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

عن صاحب المدونة

أبوبكر هشام المغربي مدرس العلوم الشرعية
في مدارس العتيق بالمغرب ومدرس حر في
غير المدارس، وباحث في العقائد المخالفة للسنة

عن المدونة

بسم الله الرحمن الرحيم:
مدونة كشف الشبهات غايتها رد شبهات المخالفين لعقيدة أهل السنة بردود سنية
مع بيان معتقد أهل السنة والجماعة

Blog Archive

back to top