نص الشبهة:
قال الشيعي:
فقد رووا عن عمر وغيره، أن الله تعالى يجلس على عرشه، وأن العرش له أطيط، وصرير، وأزيز، من ثقل الله! (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ) .
قال الشيعي:
فقد رووا عن عمر وغيره، أن الله تعالى يجلس على عرشه، وأن العرش له أطيط، وصرير، وأزيز، من ثقل الله! (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ) .
ففي
مجمع الزوائد:1/83: (عن عمر أن امرأة أتت النبي r فقالت: أدع الله أن
يدخلني الجنة، فَعَظَّمَ الرب تبارك وتعالى وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض،
وإن له أطيطاً كأطيط الرَّحْل الجديد إذا رُكب من ثقله)!! وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح )!!.
نص الجواب:
قال أبو بكر المغربي:
والرد على هذا الإفتراء الأعجمي من وجوه:
أولا: الضمير في فعل رُكب يرجع على الرحل
الجديد لا على الله سبحانه وتعالى،
فهو سبحانه وتعالى لم يُذكر أصلا في السياق حتى يرجع الضمير عليه فالحديث فيه ذكر صفة
العرش وأن هذا العرش له ثقل كالرحل الجديد إذا رُكب عليه ففيه تشبيه مخلوق بمخلوق
في وصف جامع بينهما وهو الثقل،
قال
الذهبي رحمه الله في كتاب "العلو للعلي الغفار":
(والأطيط الواقع
بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرَّحل، فذاك صفة للرَّحل وللعرش، ومعاذ الله
أن نعدَّه صفةً لله، ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت) ج1ص413.
ثانيا: الحديث لا يصح تفرَّد به عبد الله
بن خليفة، وليس بالمشهور.
ورواه الحافظ أبو بكر البزَّار في «مسنده»، عن الفضل بن سهل، عن يحيى بن
أبي بُكَير، به.
ثم قال: وعبد الله بن خليفة لم يُسنِد غير هذا الحديث، ولم يرو عنه سوى أبو
إسحاق، ولم يُسنِده إلا إسرائيل، وقد رواه الثوري، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن
خليفة، عن عمرَ موقوفًا، وقد روي عن جُبَير بن مُطعِم بنحو من ذلك،
قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في كتابه
التوحيد:
(ما أدري الشك والظن أنه عن عمر، هو من يحيى بن
أبي بكير، أم من إسرائيل قد رواه وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن
عبد الله بن خليفة، مرسلا ليس فيه ذكر عمر، لا بيقين، ولا ظن، وليس هذا الخبر من
شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل
المنقطعات). وابن إسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع في شيء من الطرق عنه، وهو كما قال فيه
الذهبي في العلو: (ابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، وله مناكير
وعجائب)،
فكيف إذا لم يُسند كما في الحديث
هذا؟؟.
قال الألباني رحمه الله:
(إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع
أصابع -ثم قال بأصابعه فجمعها-؛ وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب؛ من
ثقله).منكر
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" من طريق إسرائيل عن أبي
إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: أتت امرأةٌ النبيَّ r فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال ... فذكره.
وكذلك أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (ص71) من هذا الطريق،
لكنه زاد في متنه أداة الاستثناء فقال:
"
... إلا قيد أربع أصابع".
فاختلف المعنى.
ثم أخرجه ابن جرير (5797) من طريق أخرى عن إسرائيل نفسه به؛ إلا أنه زاد في
إسناده فقال: عن عمر عن النبي r بنحوه.
وقد أخرجه غير هؤلاء.
وللحديث ثلاث علل:
الأولى: جهالة عبد الله بن خليفة؛ قال الذهبي:
"لا يكاد يعرف". وقال الحافظ في "التقريب":
"مقبول"؛ أي: عند المتابعة، وإلا؛ فلين الحديث؛ كما ذكر في
المقدمة.
الثانية: اختلاط أبي إسحاق -وهو السبيعي-، وعنعنته وهو مدلس؛ فلا يُقبل
منه حتى يُصرح بالسماع
الثالثة: الاضطراب في سنده وفي متنه؛ كما رأيته في رواية ابن جرير وعبد
الله بن أحمد.
وبهذا أعله شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموعة الفتاوى" (16/ 434-436)؛
فإنه ذكره كمثال للأحاديث الضعيفة التي يرويها بعض المؤلفين في الصفات، كعبد
الرحمن بن منده وغيره، فقال:
(ومن ذلك: حديث عبد الله بن خليفة المشهور الذي يرويه عن عمر عن النبي r. وقد رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في
"المختارة". وطائفة من أهل الحديث ترده لاضطرابه، كما فعل ذلك أبو بكر
الإسماعيلي وابن الجوزي وغيرهم، لكن أكثر أهل السنة قبلوه.
-إلى أن قال- ولكن الحديث عندي معلول بما ذكرنا من العلل، وهي تحيط بكل من
الروايتين المثبتة والنافية؛ فلا فائدة تذكر من الإطالة. والله أعلم).
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية باب الإستواء وبعد
ذكره للحديث:
(هذا حديث لا يصح عن رسول الله الله r وإسناده مضطرب جدا وعبد الله بن خليفة ليس من الصحابة فيكون
الحديث الأول مرسلا وابن الحكم وعثمان لا يعرفان وتارة يرويه ابن خليفة عن عمر عن
رسول الله r وتارة يقفه على عمر وتارة يوقف على بن خليفة
وتارة يأتي فما يفضل منه إلا قدر أربعة أصابع وتارة يأتي فما يفضل منه مقدار أربعة
أصابع وكل هذا تخليط من الرواة فلا يعول عليه).
ثالثا: لو سلمنا بصحة الحديث فإن الأطيط صفة مخلوقة يخلقها الله سبحانه وتعالى على كواهل حملة العرش
0 التعليقات: